
أولا: مجالات الاشتغال
ترتكز الأكاديمية في اشتغالها العلمي
والميداني على مجموعة من المحاور التي تشكل أساس تدخلها وأولوياتها البحثية، ومن
أبرزها:
- التغيرات المناخية والبيئية:
تهتم الأكاديمية برصد التحولات المناخية
وانعكاساتها على النظم البيئية المحلية، من خلال تحليل مظاهر تدهور الموارد
الطبيعية وارتفاع درجات الهشاشة المجالية، بالاعتماد على نماذج تحليل علمية
واستشرافية. كما يتم التركيز على ديناميات التغير البيئي في المناطق الجافة وشبه
الجافة، باعتبارها أكثر عرضة للمخاطر المناخية.
- التخطيط المجالي والسياسات
الترابية:
تسعى الأكاديمية إلى إدماج البعد البيئي في
السياسات الترابية، من خلال تحليل استعمالات المجال، ورصد العلاقة بين الاستدامة
والعدالة المجالية، وتقديم توصيات بخصوص تدبير الأزمات والمخاطر الطبيعية على أسس
علمية ومؤسساتية ومجتمعية.
- الهجرة والتحولات الديموغرافية:
تولي الأكاديمية أهمية كبرى لدراسة ديناميات
الهجرة، داخليا ودوليا، مع التركيز على قضايا الإدماج الاجتماعي، وحقوق المهاجرين،
وخاصة الفئات الهشة كالشباب والنساء. كما تشارك في إنتاج معرفة دقيقة حول حوكمة
الهجرة ومقاربات التنمية الشاملة المرتبطة بها.
- استخدام الأدوات الجغرافية
الذكية:
تعتمد الأكاديمية في تحليلاتها على أحدث
أدوات البحث الجغرافي، أبرزها نظم المعلومات الجغرافية (GIS)، التحليل المكاني، الذكاء الاصطناعي،
والدراسات الميدانية التشاركية، مما يسمح بإنتاج بيانات دقيقة وذات مصداقية.
- دعم الإنتاج العلمي التشاركي:
تشجع الأكاديمية على بناء علاقات تعاون بين الباحثين في مختلف التخصصات، وتعتمد منهجية قائمة على دمج البحث الأكاديمي مع الانخراط العملي والمجتمعي، مما يتيح فهمًا شاملًا ومعمقًا للإشكالات المجالية والبيئية.
ثانيا: الأهداف الاستراتيجية
تسعى
الأكاديمية إلى ترجمة رؤيتها إلى أهداف عملية وواقعية تنقسم إلى مستويات متعددة:
- على المدى القصير والمتوسط:
- تكثيف التكوين العلمي المستمر
لفائدة الطلبة والباحثين.
- دعم إنجاز الأبحاث الميدانية
ذات الصلة بقضايا البيئة والهجرة.
- إبرام شراكات أكاديمية مع
مؤسسات وطنية ودولية.
- المساهمة في النقاش العمومي عبر
تقديم مذكرات وتوصيات لصناع القرار.
- تنظيم لقاءات علمية مفتوحة لنشر
الوعي البيئي.
- إنشاء قاعدة بيانات علمية رقمية
مفتوحة في خدمة الباحثين والمؤسسات.
- على المدى البعيد:
- التموقع كقطب أكاديمي مرجعي
وطنيًا ودوليًا في قضايا البيئة والهجرة.
- تأسيس مجلة علمية محكمة متعددة
التخصصات.
- إحداث مركز دراسات ميدانية دائم.
- التأثير في السياسات العمومية
من خلال تقارير استراتيجية ومذكرات علمية.
- المساهمة في الدبلوماسية
العلمية من خلال المشاركة المنتظمة في الفعاليات الدولية.
- تأسيس شبكة بحث علمية متعددة التخصصات
ثالثا: الرؤية الاستراتيجية
ترتكز الرؤية المستقبلية للأكاديمية على
مقاربة علمية شمولية، تهدف إلى تحويلها إلى قطب معرفي مؤثر في محيطه الوطني
والدولي. وتقوم هذه الرؤية على المبادئ التالية:
- التميز العلمي والابتكار
المعرفي:
- إنتاج
أبحاث رفيعة المستوى توظف أدوات متقدمة كالذكاء الاصطناعي والتحليل الجغرافي
المتقدم.
- الانفتاح على التخصصات المتعددة:
-
تشجيع التعاون بين الجغرافيا والعلوم الاجتماعية
والاقتصادية والبيئية من أجل معالجة القضايا البيئية بشكل متكامل.
- ترسيخ البعد المجالي في البحث
العلمي:
-
الاعتماد على مقاربات ترابية دقيقة تعزز من
فعالية الأبحاث في التأثير على الواقع المجالي.
- تمثيل البحث المغربي دوليًا:
-
المساهمة في المنتديات العلمية الدولية والترافع
على قضايا البيئة والتنمية من منظور أكاديمي مغربي.
- بناء شراكات استراتيجية واسعة:
-
الانخراط في مشاريع بحثية كبرى من خلال شراكات مع
جامعات ومنظمات بحثية دولية.
- نشر ثقافة الاستدامة المجتمعية
-
توسيع نطاق التأثير نحو المجتمع من خلال مبادرات
توعوية وتكوينية موجهة إلى مختلف الفئات.
- تحويل المعرفة إلى أدوات عملية:
- ترجمة الأبحاث العلمية إلى خرائط، قواعد بيانات، مؤشرات مجالية، وأدوات تحليلية تساعد في اتخاذ القرار.
خاتمة
من خلال هذا التوجه العلمي والعملي المتكامل، تسعى الأكاديمية
المغربية للدراسات الجغرافية والتنمية الترابية إلى لعب دور مركزي في فهم ومعالجة
التحديات البيئية والمجالية والهجراتية، وإنتاج حلول مستدامة تعزز العدالة
المجالية والتنمية الشاملة.